- الرئيسية >
- كرة القدم >
- الدوري الإنجليزي الممتاز >
- نيوكاسل...فريق الواقعية الجذابة يرنو لتتويج طال انتظاره
نيوكاسل...فريق الواقعية الجذابة يرنو لتتويج طال انتظاره
يسير فريق نيوكاسل يونايتد بخطى ثابتة هذا الموسم، فهو خامس ترتيب الدوري الممتاز بفارق الأهداف عن حامل اللقب سيتي، كما يقاتل على جبهتي كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة والتي يفصله عن مشهدها الأخير مباراة واحدة.
من الصعب التصديق أن جماهير سانت جيمس بارك الهادرة، لم تحتفل بلقب كبير منذ تتويج النادي الأخير عام 1955، حين ظفر بكأس الاتحاد الإنجليزي بفوزه في النهائي على مانشستر سيتي 3-1 آنذاك، خاصة مع إمكانيات الفريق المتصاعدة موسماً تلو الآخر.
من النادر أن تجد زائراً – لاعباً كان أم مشجعاً - لسانت جيمس بارك أحد أعرق الملاعب في شمال شرق إنجلترا، دون أن تلفته أجواء الجماهير على المدرجات وطريقة تشجيعها لفريقها، فهذا الملعب سحر خاص قد لا تجده في ملاعب أخرى، ولكن الجماهير رغم عشقها غير المشروط لفريقها تمني النفس باحتفال صاخب ليس بفوز أو تأهل بل بلقب يذكر الأجيال بعراقة النادي.
من حيث المكانة على سُلم الترتيب، والاقتراب من معانقة الكأس كان عام 2023 براقاً بلا شك، فقد وصل فيه الفريق لنهائي كأس الرابطة لكنه خسرها بسبب قلة الخبرة أمام مان يونايتد (0-2)، ثم تحصّل على رابع الترتيب في الدوري (أفضل مركز له منذ 2002-2003 الثالث) ولعب موسماً رائعاً في الأبطال الموسم الموالي، لكنه خرج من دور المجموعات لذات السبب لكن مع أثر طيب أعاد للذاكرة الأوروبية ما كان يفعله نيوكاسل سابقاً.
موسم تلوح فيه البشائر
مع نهاية موسم الدوري الممتاز 2022 -2023 وفي المباراة الأخيرة للفريق على أرضه رفعت الجماهير هذا التيفو لتعبر عن نفسها قبل دعمها.
"العمل الجاد يؤتي ثماره، والأحلام تتحقق، الأوقات السيئة لا تدوم ولكن الأساطير تبقى".
إيمان راسخ بأن الأوقات الجيدة ستأتي...
وهذا الموسم عقدَ لاعبو الماكبايس مع مدربهم إيدي هاو العزم على استرجاع مكتسبات 2023 على الأقل، والقِتال على لقب تُكافئ فيه الجماهير على وفائها اللامحدود.
على صعيد الدوري، عاش الفريق سلسلة انتصارات رائعة فبعد الخسارة من برينتفورد بتاريخ 7-12 -2025، حصد أبناء إيدي هاو 6 انتصارات متتالية لم تتوقف إلا في المرحلة 22 بخسارة مفاجئة أمام بورنموث، ثم ما لبث السويدي ألكسندر إيساك ورفاقه أن استعادوا عافيتهم سريعاً وتجاوزا العثرة بفوز مبين على مستضيفهم ساوثهامبتون 3-1.
وخلال هذه الانتصارات في الدوري، قطع الفريق شوطاً كبيراً في الوصول إلى نهائي الرابطة بعد العودة بأسبقية ممتازة 2-0 من أرض آرسنال في ذهاب نصف النهائي (الإياب 4 فبراير القادم)
إيساك...مهاجم فتاك...الملعب منصته الوحيدة
ومن مفاتيح النجاح البارزة في نيوكاسل لهذا الموسم، المهاجم الفارع الطول (1.92 متر) ألسكندر إيساك، والذي جاء من ريال سوسييداد صيف عام 2022 بصفقة قُدرت بحوالي 60 مليون جنيه إسترليني.
موسم 2022-2023 بدأه السويدي بقيادة خط هجوم فريقه الباسكي السابق فخاض مباراتين وسجل هدفاً على ملاعب إسبانيا قبل أن تغريه أضواء البرييميرليغ.. فمن بإمكانه مقاومتها؟
أنهى ابن الخامسة والعشرين موسمه الأول في إنكلترا بـ10 أهداف، والثاني بـ25 هدفاً، ولكن إنتاجيته الآن مرشحة لتكون الأعلى الأعلى فقد وصل إلى الهدف رقم 19 في 25 مباراة حتى الآن، مع بقاء أكثر من ثلث الموسم.
إيساك بعد قيادته الماكبايس لقلب النتيجة والفوز على ساوثهامبتون 3-1 وتسجيله ثنائية بداية الأسبوع، وصل إلى 48 في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو أكبر عدد من الأهداف للاعب سويدي في المسابقة، بالتساوي مع لاعب آرسنال السابق فريدي ليونغبرغ.
وبعد المباراة قال مدربه إيدي هاو: "أنا سعيد جدًا لإيساك لقد كان بمثابة القناة لنا في هذه المباراة، كان الرجل الذي يربط اللعب بين الخطوط".
يحتل إيساك المرتبة الثالثة على لائحة ترتيب هدافي الدوري بـ17 هدفاً خلف صلاح 19 وهالاند 18 هذا الموسم، اثنان من ذوي الخبرة والشراسة، لكن لاعب التون آرمي ( لقب النادي Toon army) مع هذه الشهية الهجومية والفعالية البعض يرشحه لكسر رقم أسطورة نيوكاسل وإنجلترا آلن شيرر الذي يتربع على عرض الهدافين التاريخيين للدوري الممتاز بـ260 هدفاً. خصوصاً إذا ما جدد السويدي عقده الذي ينتهي 2028.
جوقة لا تعرف الهدوء
إيساك ليس الوحيد الذي يمثل حجر الزاوية بالنسبة للنادي الذي تأسس عام 1892، بل هناك فرقة ملتفة حوله، تقاتل حرفياً من أجل الجماهير، ولعل من أبرز الأسماء اللامعة في الفريق الحارس السلوفيكي دوبرافكا حارس الفريق منذ موسم 2017-2018، والذي يلبي النداء كلما غاب الدولي نيك بوب، الموهبة الشابة غوردون والذي يثبت مباراة بعد الأخرى أنه موهبة عالمية تستحق كل إشادة (لعب بالقميص الأبيض والأسود 92 مباراة حتى الآن سجل 21 هدفاً وصنع 17 في كل المسابقات)، البرازيلان برونو غيماريش الحاصل على شارة الكابتن بسبب خصاله الفنية والقيادية، وجولينتون ... يلعب في سانت جيمس بارك للموسم السادس وكأنه ولد في النادي ويقاتل لأجله بكل فدائية (أحياناً تصل به هذه الفدائية حد التهور).
إضافة للإيطالي ساندور تونالي العائد من الإيقاف والمأمول منه المزيد، دون أن نغفل شار، بورن، ليفرامينتو، هال، مورفي، لونغستاف، والبديل الباراغوياني ألميرون أحد أقدم اللاعبين المستمرين مع النادي والمرشح للرحيل عنه بعد أثر طيب يتركه في الصفوف.
إيدي هاو الواقعية الجذابة
يوصف أسلوب المدرب إيدي هاو (47 عاماً) بالواقعية الجذابة، فهو لا يسعى للإبهار من خلال احتكار الكرة والسيطرة على أكبر قدر ممكن من المساحات في الميدان بل يركز على الإنتاجية واللعب بأكبر قدر ممكن من القتالية العالية مع الانضباط التكتيكي.
مدرب بورنموث السابق الخجول أمام المديح والمبتسم باقتضاب، لطالما كان مرشحاً للمضي قدماً نحو منتخب إنجلترا قبل الاستقرار على الألماني توخيل رغم أن البعض من أنصار نيوكاسل يرون ضرورة الانتقال لعهد تدريبي جديد في قادم الأيام.
قلب الدفاع السابق مع مساعده جيسون تيندال اللذان يمثلان حالة فريدة في قيادتهما معاً للفريق، يأملان إعادة النادي إلى منصات التتويج وتحقيق حلم الجماهير بمعانقة الألقاب من جديد.
لمشاهدة جميع المباريات والأحداث الرياضية، اضغط على هذا الرابط للاشتراك